العجز أمام غزة

العجز أمام غزة

لا تكذب على نفسك وتقول انك تشعر بالعجز تجاه ما يحدث لاهلنا في غزة من عمليات تجويع ومجازر يومية، لان الطرق كثيرة ومتنوعة والمبادرات عديدة ومتجددة، وها هي امواج الطوفان بدات تحاصر الصهاينة من كل الاتجاهات وتحولهم الى عصابات منبوذة في كافة بلدان المعمورة ما عدا الولايات المتحدة الإرهابية…فماذا تنتظر؟

فاذا كنت لا تستطيع المشاركة في اسطول الصمود العالمي او المساهمة في هذه المبادرة بشكل مباشر، فعلى الاقل بمقدورك ان تدعم هذا التحرك الدولي الذي تشارك فيه لاول مرة اكثر من ٥٠ سفينة، واحدة منها خليجية وباخرة مخصصة للانقاذ “لايف سبورت”، وسفينة تبرع بها مواطن تونسي، حسام الدين بن طاهر، وذلك من خلال التعريف والنشر والمتابعة لهذا الحدث التاريخي الذي انطلق وعلى متنه العشرات من المشاهير والشخصيات العالمية، وسيعمل على كسر الحصار الجائر لوقف التجويع الممنهج الذي يتعرض له اهلنا في غزة…فماذا تنتظر؟

واذا كنت لا تستطيع أن تكون جزءا من عمل فني بحجم فيلم “صوت هند رجب” للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، والذي كان له وقعا كبيرا وصدى واسعا في مهرجان فينيسيا وحاز على تصفيق قياسي لمدة ٢٤ دقيقة متواصلة، فعلى الاقل حاول ان تدعم هذا الحدث العالمي وتنشر قصة هذه الطفلة الفلسطينية التي قتلتها قوات الاحتلال الصهيوني باكثر من ٣٠٠ رصاصة وهي عالقة داخل سيارة اهلها الذين استشهدوا امامها وتستنجد بالمسعفين على الهواء مباشرة…فماذا تنتظر؟
لا تخف فليس المطلوب منك ان تخاطر بحياتك او ان تجازف بعملك ولقمة عيشك، ولا أن تشارك في إضراب عن الطعام تضامنا مع اهلنا المجوعين كما يفعل الاف الاطباء في ايطاليا، او ان تتقدم بطلب امام الادعاء ضد حكومة بلادك لانها لم تتخذ اجراءات فعلية لوقف حرب الابادة كما فعلت بعض المنظمات الهولندية، ولكن على الاقل لا تجعل صمتك متواطئا مع الشيطان وإستمر بما هو بمقدورك مثل مقاطعة المنتجات الداعمة للاحتلال الصهيوني ونشر الوعي بالقضية بين الاجيال …فماذا تنتظر؟

المبادرات كثيرة ومتنوعة، وقد رأينا العديد منها عبر العالم مثل وقفات احتجاج لتعطيل سباق الدراجات في اسبانيا من اجل طرد الفريق الصهيوني، والغاء حفل انريكي ماسياس في تركيا لانه يدعم جرائم الكيان، والشكوى الجنائية التي تقدمت بها مؤسسة هند رجب امام الادعاء اليوناني لتوقيف ومحاكمة ضابط صهيوني دخل الى البلاد… فماذا تنتظر؟

مجازر الابادة تتزايد وقتل الاطفال وتجويعهم مستمر، فلا تقف متفرجا لان الوقت لا ينتظر والتاريخ لا يرحم، فلا تكن مجرد شاهد ومتابع للاحداث لترى من سيفوز في معركة طوفان الاقصى، وتقدم الان وشارك او بادر لانك جزءا من هذه المعركة، معركة الدفاع عن ألارض والعرض وعن مقدسات الامة التي دنسها الاحتلال الصهيوني وعلى رأسها المسجد الاقصى المبارك،.. فماذا تنتظر؟

وفي هذا الوقت الذي تحتفل فيه الامة بالمولد النبوي الشريف لا تنس من الدعاء اهلك المحاصرين المنكوبين في غزة العزة والدعاء للمقاومة الباسلة بالنصر والتحرير، كلنا غزة وكلنا مقاومة…وجمعة طيبة لكل الاحبة…(ابو انس).


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *